"شبح" زيدان يُطارد حمزة في ماينز!!

هل ينجح في أوروبا رغم مشاكله الكثيرة وسلوكياته غير الاحترافية التي اشتهر بها في مصر؟ وهل يواصل مسلسل التمرد ورفض حضور التدريبات وانتقاد المدرب لعدم إشراكه أساسيًا؟ أم سيكتب لنفسه شهادة ميلاد جديدة تساعد موهبته على الظهور، وتعيد إليه بريقه كأحد أمهر لاعبي الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة؟


هذه الأسئلة وغيرها، شغلت ذهن الكثيرين فور انتقال جمال حمزة مهاجم الزمالك المصري إلى نادي ماينز الصاعد هذا الموسم للدرجة الأولى في الدوري الألمانى الممتاز، ومشاركة اللاعب في معسكر الفريق استعدادًا للموسم الجديد 2009 – 2010.

فبعد أن قضى اللاعب أغلب فترات الموسم الماضي، بعيدًا عن التشكيلة الأساسية لفريق الزمالك، وبعد أن شكك الكثيرون في قدرة اللاعب على الحصول على عرض احتراف خارج مصر ولو في دولة ضعيفة وغير مصفنة كرويًا، إذ بحمزة ينتقل بصورة مفاجئة ليلعب في الدوري الألماني الممتاز، أحد أقوى الدوريات الأوروبية.

عــقبات فـــي طـريق التألق


مهمة حمزة مع ماينز خلال الفترة المقبلة لن تكون سهلة، وهناك العديد من العقبات أمام لاعب الزمالك الأسبق قد تحول دون تألقه أو ظهوره بالمستوى الذي يرضي جماهير الفريق الألماني.

أولى هذه العقبات، تتمثل في كون ماينز هو النادي الذي شهد تألق محمد زيدان مهاجم المنتخب المصري ولاعب بوروسيا دورتموند الحالي، حين لعب معه في وقت سابق، حيث سجل زيدان لماينز 22 هدفًا في الدوري حين لعب في صفوف الفريق على فترتين.. الأولى كانت في موسم 2005 – 2006 سجل خلالها 9 أهداف في 26 مباراة ، والثانية في النصف الثاني من موسم 2007 – 2008 وسجل خلالها 13 هدفًا في 15 مباراة فقط.

تألُق زيدان مع ماينز، وتعلق جماهير الفريق به، وضع ضغوطًا كبيرة على حمزة منذ تعاقد الفريق الألماني معه، فقبل بدأ معسكر إعداد الفريق للموسم الجديد، أخذت الصحف ووسائل الإعلام الألمانية تتساءل عن قدرة حمزة على تكرار سيناريو النجاح الذي قدمه زيدان مع ماينز، وعن إمكانية أن يكون حمزة صاحب الـ 27 عامًا من العناصر الأساسية في تشكيلة ماينز الموسم المقبل.

ثاني العقبات التي ستواجه حمزة مع ماينز، تتمثل في الصورة الذهنية السيئة التي تكونت لدى لجماهير الألمانية عن اللاعب، حيث نشرت العديد من الصحف هناك على رأسها مجلة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار تقارير عن حياة حمزة في مصر، أشارت فيها إلى خلافات اللاعب المستمرة مع الكثير من مدربيه في نادي الزمالك، وعن طبيعة اللاعب المتمردة، وهو ما ترتب عليه تصريحات شديدة الحزم من جورن أندرسون المدير الفني لماينز قال فيها إن ما كان يفعله حمزة في مصر لن يتكرر في ألمانيا، في إشارة منه إلى الرفض التام للتهاون من قبل اللاعب.

العقبة الثالثة أمام تألق اللاعب مع ماينز، وهي عقبة فنية بحتة، تتمثل في طريقة لعب حمزة التي تعتمد على الفردية والرغبة في الاحتفاظ بالكرة لفترة طويلة، وهذا الأسلوب لن يجدي، وسيُعجّل بابتعاد حمزة عن النشكيلة الأساسية للفريق إذا استمر عليه.

أضف إلى تلك العقبات، التنافس الشديد الذي سيواجهه اللاعب من أجل حجز مكاناً أساسياً في تشكيلة الفريق، فماينز ليس كالزمالك، يستطيع حمزة ضمان مكان له فيه حتى لو كان بعيدًا عن مستواه، وبالتأكيد سيواجه اللاعب صعوبات كثيرة حتى يفرض نفسه على التشكيلة الأساسية!!

كل هذه العقبات، بالإضافة إلى أزمة اللغة والتأقلم على طبيعة الحياة في مجتمع أوروبي، تقف في طريق تألق حمزة مع ماينز ونجاحه في تجربته الاحترافية الأولى، فهل ينجح حمزة في القفز فوق كل الحواجز، وتخطى كل العوائق والأزمات الفنية والنفسية والاجتماعية التي تواجهه ويكمل المشوار في أوروبا وينتقل من ماينز إلى فرق أكبر؟ أم سيحنّ اللاعب إلى مصر ويشتاق إليها؟ ولن يستطيع الصمود أمام هذه الأزمات ويعود إلينا في أسرع وقت؟..